لا شك بأنك سمعت بالنصيحة القائلة: “استعض بالذكاء عن المجهود”. ولو فكرت بهذه الطريقة، لبدأت على الفور بإدراك الفائدة الكامنة وراء استعمال أدوات الإعانة. فهذه المعدات المصممة للعيش بصورة أذكى، تساعد على القيام بالأعمال اليومية، كتقشير التفاحة أو تزرير القميص. بعضها بسيط الاستعمال يسهل الأعمال البسيطة، بينما صمم بعضها الآخر بشكل معقد وفقاً لقواعد هندسة معدات الشيخوخة
 
ومن الطبيعي أن ترفض فكرة استعمال هذه الأدوات في البداية قائلاً: “أرفض استعمال هذه العكاكيز لمجرد القيام بأعمالي اليومية”. وهذه الاستجابة متوقعة في الحقيقة. ولكن قبل أن تصنف أدوات الإعانة اليومية على أنها أحد أشكال الضعف أو الاستسلام الجسدي، فكّر قليلاً كم منها سبق وبدأنا نعتمد عليه لتسهيل حياتنا وزيادتها متعة
فمن المستبعد مثلاً أن تتردد قبل أن تستقل السيارة لتقصد محل البقالة. وليست السيارة سوى واحدة من معدات الإعانة. فوسائل التنقل تقلك من مكان إلى آخر بصورة سريعة ومريحة وتساعدك بذلك على بلوغ هدفك وتؤدي جميع أدوات الإعانة الدور نفسه وإن بدرجات متفاوتة. ولكل منها فاعليته، أكنت تقوم بأحد الأعمال الروتينية، كتسريح شعرك أو بمهمة أكثر صعوبة، كتحريك أغراض ثقيلة في الحديقة. واستعمال بعضها، كالعصا أو الحاجز النقال، يتيح لك بذل طاقة أكبر في الحركة عوضاً عن تخزينها في الخمول، بحيث تمشي لمسافة أطول وبصورة أسرع وأكثر أماناً
وتزخر متاجر التجهيزات ومواقع الإنترنت كموقعنا هذا والكاتالوجات وأقسام العلاج الفيزيائي في المستشفيات وحتى متاجر الخردوات المحلية بأدوات ومعدات مصممة خصيصاً لمساعدة المسن في مهامه اليومية. وباستعمال هذه الأدوات، يعاني كبير السن من ألم أقل ويتمتع بأمان أكبر ومزيد من الثقة والقوة والاستقلال الذاتي
مفهومك لأدوات الإعانة
إنّ مفهومك لأدوات الإعانة التي تستعمل للتخفيف من أثر التغييرات الجسدية الناجمة عن الشيخوخة له تأثير كبير على مدى الاستقلال الذاتي الذي ستتمتع به في المستقبل
خذ مثلاً على ذلك مسنين يبلغان الخامسة والسبعين من العمر وكلاهما بحاجة إلى عصا يستندان عليها للسير بأمان. يرى المسن الأول في تلك العصا ذات الرأس المطاطي تأكيداً على ضعفه الجسدي وفقدانه لقوته. والعصا قد يساعده على مواصلة السير لبضع سنوات إضافية ولكنه متأكد بأن مصيره سيؤول إلى الكرسي المتحرك في المستقبل أو أسوأ، إلى السرير. أما المسن الثاني، فيجد في العصا مصدراً لحريته. إنه وسيلته للحفاظ على توازنه أثناء تنقله بمفرده، من دون طلب مساعدة زوجته أو أولاده. لا بل إنه يعلم حفيدته كيف تحول العصا إلى حصان بينما يروي لها قصصاً خيالية عن فارس يمتطي حصانه، الرجلان في الظروف نفسها ولكن مفهومهما للشيخوخة وطريقة العيش مختلف تماماً وقد انعكس على واقعهما
أدوات الإعانة للمهام اليومية
غالباً ما تستعمل أدوات الإعانة لإتمام أعمال روتينية بسيطة. ومن شأن استعمال الأداة المناسبة أن يسهل عليك القيام بكل ما تريد في بيتك، ومن الأدوات التي يمكن استعمالها في الحمام مثلاً، مقاعد الاستحمام، مخفضات ارتفاع المغطس، قضبان للتمسك، المراحيض التي ترتفع كهربائياً، رؤوس الدش القابلة للتعديل وصنابير المياه الوحيدة الرافعة وكثير غيرها. وبوسعك أيضاً ابتياع فراشي وأمشاط وإسفنجات طويلة المقابض. وتتعدد اليوم المصانع التي تنتج فراشي الأسنان ومرايا اليد المطاطية المقبض لتسهيل حملها
أما في المطبخ، فقد سبق واستعملت على الأرجح المعدات الكهربائية الصغيرة. ويمكنك توسيع مجال فائدتها باستعمالها بطرق جديدة تساعدك على إتمام أعمالك. والواقع أنّ المصنعين يزودون معداتهم أحياناً بنصائح للاستعمالات البديلة. ابتع مثلاً فتاحة علب يمكن تثبيتها تحت خزانة المطبخ. واستعمل قضيباً ذات مقبض قابل للضغط – كذلك الذي كان يستعمله البقالون قديماً – لبلوغ الرفوف الأكثر ارتفاعاً أو انخفاضاً
معدات للحركة
من شأن العصا أو العكاز أو الحاجز النقال أو الكرسي المتحرك أن تساعد كثيراً على تعزيز استقلالك الذاتيوتتوفر هذه الأدوات بأحجام وارتفاعات وتصاميم متعددة، بحيث يستحسن أخذ نصيحة الطبيب لاختيار ما هو أفضل لك. واطلب من الشخص نفسه مساعدتك على اعتماد الحجم والمقاس المناسبين وأفضل الطرق لاستعمال الأداة التي تلزمك
فمن الشائع مثلاً اختيار عصا طويلة جداً. والواقع أنّ الطول الإضافية يدفع الذراع والكتف إلى الأعلى مسبباً ضغطاً على تلك العضلات وعلى الظهر. كما أنّ العصا ذات المقبض المقوس لا تتمتع بالشكل الأنسب للاستعمال اليومي. أما العصا ذات المقبض الشبيه بعنق الإوزة فتضع ثقل الجسم مباشرة على قضيب العصا
والشعور بالإرباك عند استعمال أي أداة من أدوات الإعانة للمرة الأولى هو أمر طبيعي. تذكر مثلاً المرة الأولى التي حاولت فيها ركوب الدراجة أوإمساك صنارة الصيد. بالتالي فإنك ستعتاد مع الممارسة 
كما توفر التكنولوجيا مجموعة متنوعة من معدات الإعانة لجعل القيادة أكثر سهولة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأزرار التحكم اليدوية أن تثبت على عمود للقيادة. كما أنّ أدوات رفع الكراسي النقال ومصاعد الباصات تسهل على كبير السن استعمالها. ومن شأن المعدات الأكثر تطوراً أن تكون مرتفعة الكلفة، إلا أنّ السهولة التي توفرها في الحركة لا تقدر بثمن 
معدات للياقة والصحة
غالباً ما يستعمل متسلقو الجبال عصيان التزلج أثناء تجولهم في الأراضي الوعرة. بوسعك أنت أيضاً القيام بالمثل عند تجولك في الجوار سيراً على الأقدام. كما يمكنك أيضاً استعمال أوزان اليد الصغيرة، التي تتوفر بمقابض متنوعة وذلك لإضافة المقاومة إلى التمارين التي تمارسها. وتتوفر أيضاً أوزان للمعصمين والكاحلين من دون مقابض
وتعتبر الدراجات الثابتة ودرجات السلم والدواسات من المعدات الممتازة التي يمكن إضافتها إلى أي قاعة رياضية منزلية فهي تساعد على زيادة الثبات وتنظيم روتين تدريبك الرياضي. وإن توفر لك حوض سباحة، فكّر باستعمال المجموعة المتنوعة من معدات العوم والعدو المائي والتمارين الهوائية المائية الشائعة الاستعمال. ومن شأن هذه المعدات أن تضيف الكثير إلى برنامج التدريب الذي تعتمده. ولكن احرص على اختيار المعدات والنشاطات السهلة على مفاصلك
معدات لجمع المعلومات
يقول السير فرانسيس باكون: “في المعرفة قوة”. وكان ليضيف، في القوة استقلال. ومن أهم معدات الإعانة الموجودة في متناولنا اليوم هو الحاسوب والشبكة المعلوماتية، التي تعد أسرع وسائل الاتصال المتنامية في التاريخ
فإن كنت قد بدأت تستعمل هذه التكنولوجيا، فقد أحسنت فعلاً. أما إن كنت ما تزال ممانعاً، فإنك تحرم نفسك من أداة تضع العالم بين يديك. فمن شأن الشبكة المعلوماتية أو الإنترنت، أن تنقلك إلى أي مكان، بما في ذلك قسم المراجع في مكتبة نيويورك العامة أو المكتب السياحي الذي يتولى تنظيم رحلتك القادمة
وبوسعك لو شئت استعمال الحاسوب لشراء الهدايا وإيصالها وطلب البقول وإرسال أو رؤية صور فوتوغرافية للعائلة أو التسامر ببساطة مع أحد الأصدقاء القاطنين في منطقة بعيدة. وتساعدك الشبكة المعلوماتية، بما تزخر به من معلومات وما تتيحه من اتصالات، على القيام بكل ما تريد، أكان ذلك مواجهة تحدٍّ صحي جديد أو العثور على سباك جيد. فكر بالتالي بأخذ دروس في استعمال الحاسوب، كبداية. ففضلاً عن كونها مسلية، ستسمح لك بلقاء أناس آخرين لهم نفس ميولك
 
لا يمكن لأدوات الإعانة مساعدة الناس في جميع أعمالهم. ولكن مستعمليها للمرة الأولى يعجبون لمدى السهولة التي تؤول إليها حياتهم اليومية مع تلك المساعدة البسيطة. فإن أردت الحفاظ على استقلالك الذاتي، كن موضوعياً فيما يتعلق بحدود قدراتك الجسدية وبالأدوات التي تعينك على مواجهتها
 
المصدر:  طب نت + مواقع الكترونية أخرى